وهذه صور نادرة للشيخ محمود خليل الحصري
.
أما قراءته فتمتاز بأشياء منها : متانة القراءة و رزانة الصوت ، و حسن المخارج التى صقلها بالرياضة .
العناية بيساوى مقادير المدود و الغنات و مراتب التفخيم و الترقيق ، و توفية الحركات .
الإهتمام بالوقف و الإبتداء حسبما رسمه علماء الفن .
الأهرام
مركز الوثائق و المعلومات
الشيخ / محمود خليل الحصرى
فى ذكراه
يعتبر الشيخ محمد خليل الحصرى أشهر من رتل القرآن الكريم فى عالمنا الإسلامى المعاصر ، و هو أول من سجل القرآن بصوته مرتلا فى الإذاعة المصرية و كان ذلك فى مطلع سنة 1961 ذاع صوته و آدائه المتميز فى أرجاء العالم أجمع و قرأ القرآن فى جميع عواصم العالم سواء منها الإسلامى أو غير الإسلامى فعلى سبيل المثال قرأ القرآن الكريم بالقصر الملكى ( بلندن ) و مقر الأمم المتحدة فى نيويورك و قاعة الكونجرس ، و لقد استقبله أغلب زعماء العالم.
صاحب علم : يعتبر الشيخ محمود خليل الحصرى اكثر قراء القرآن علما ( و خبره بفنون القراءة أكثرهم وعيا ) مستفيضا بعلوم التفسير و الحديث ، فلقد كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر ، و نال شهاده علميه فيها من الأزهر الشريف لسنة 1958 و كان ملما ( بهذه القراءات علما ) و فهما و حفظا يجمع أسانيدها المأثورة .
عبقريته : لقد كانت عبقرية الشيخ محمود خليل الحصرى تقوم على الإحساس اليقظ جدا بعلوم التجويد للقرآن الكريم و هى علوم موضوعية داخلية تجعل من البيان القرآنى سيمفونية بيانية تترجم المشاعر و الأصوات و الأشياء فتحيل المفردات إلى كائنات حيه و كذلك تأثره بالقرآن الكريم ، حيث كان عاملا بما يقول ، فكان ذو ورع و تقوى ، كست الصوت رهبة و مخافة . فأثرت الصوت خشوعا و خضوعا لله عز و جل ، مما أثرت فى أذان سامعيه .
فائدة الترتيل : يقول الشيخ محمود خليل الحصرى ( أن الترتيل يجسد المفردات تجسيدا حيا و من ثم يجسد المداليل التى ترمى إليها المفردات .و إذا كنا عند الأداء التطريبى نشعر بنشوة أتية من الأشباع التطريبى فأننا عند الترتيل يضعنا فى مواجهة النص القرآنى مواجهة عقلانية محضة تضع المستمع أمام شعور بالمسئولية .
قواعد الترتيل : و الترتيل اذن ليس مجرد قواعد يمكن ان يتعلمها كل إنسان ليصبح بذلك أحد القراء المعتمدين ، انما الترتيل فن غاية فى الدقة و التعقيد ليس فحسب و يحتاج دراسة متبحرة فى فقه اللغة و لهجات العرب القدامى و علم التفسير و علم الأصوات و علم القراءات بل يحتاج مع ذلك إلى صوت ذى حساسية بالغة على التقاط الظلال الدقيقة بجرس الحروف و تشخيص النبرات ، واستشفاف روح العصر التى يعمر بها الكون حيث أن الله يوحى للإنسان و النبات و الجماد - كل هذا كسب صوت الشيخ محمد خليل الحصرى جمالا و بهاءا و قدرة على معرفة مصاغ الآيات ، فمثلا شعوب العالم الإسلامى التى لا تجيد العربية كانت تفهم الشيخ محمود خليل الحصرى و تعرف القرآن منه ، هذه الخاصية أمن الله بها على الشيخ محمود خليل الحصرى مما جعله ذائع الصيت فى العالم الإسلامى .
علمه : إلى جانب أنه قارىء للقرآن الكريم عبر أكثر من أربعين عاما و فى الإذاعات المصرية و العربية و الإسلامية كان عالما فى علم القراءات العشر و يعرف طرق روايتها و جميع أسانيدها ، و كان يحاضر فى كثير من الجامعات المصرية و العربية و الإسلامية فكان عالما ذو رسالة نبيلة بل هى أعظم رسالة فى دنيا العلوم و المعارف و هى رسالة حفظ كتاب الله من أى تحريف و تشويه ، و كان مراجعا لكتاب الله سواء فى الغذاعة مختبرا للقراء الجدد و مراجعا لكتابة المصحف ، كذلك ظل شيخا لقراء العالم الإسلامى طيلة عشرين عاما و كان عضوا فى مجمع البحوث الغسلامية ( هيئة كبار العلماء ) بالأزهر الشريف . و بالرغم من كل ذلك ظل متواضعا يحب الفقراء و يجالسهم و يعطف عليهم .
الخلاصة : لقد ذكرنا بعضا من شخصية الشيخ محمود خليل الحصرى ( رحمه الله ) التى كانت شخصية الإنسان المسلم التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما سئلت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها . فقالت كان خلقه القرآن أو كان قرآنا يمشى ، هكذا كان الشيخ محمود خليل الحصرى قرآن يمشى فكان قارئا خاشعا فاهما لكتاب الله عاملا على خدمته و حفظه و عاملا بآياته ذاكرا خاضعا خانعا زميلا للقرآن و آياته و حفظه من أى شائبه .
إن الشيخ محمود خليل الحصرى كرمه الله عز و جل أعظم تكريما فما من يوم يمر إلا و تجد ملايين المسلمين فى مشارق الأرض و مغاربها تستمع إلى صوته تاليا و مرتلا لآيات اللع عز و جل .
الشيخ / محمود خليل الحصرى
بلغة الأرقام
ولد فى 1917/9/17 م - بقرية شبرا النملة - مركز طنطا محافظة الغربية .
حفظ القرآن الكريم و أتم تجويده و هو ابن ثمانى سنوات .
كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن .
نذره والده لخدمة القرآن .
التحق بالأزهر الشريف و تعلم القراءات العشر و أخذ شهاداته فى ذلك العلم ( علم القراءات ) .
1944 م تقدم إلى امتحان الإذاعة و كان ترتيبه الاول على المتقدمين للإمتحان فى الإذاعة .
1950 م عين قارئا للمسجد الاحمدى بطنطا .
1955 م عين قارئا للمسجد الحسينى بالقاهرة .
1957 م عين مفتشا للمقارىء المصرية .
1958 م عين وكيلا لمشيخة المقارىء المصرية .
1958 م تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى و طرقها و روايتها بجميع أسانيدها و نال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف .
1959 م عين مراجعا و مصححا للمصاحف بقرار مشيخة الأزهر الشريف .
1960 م أول من ابتعث لزيارة المسلمين فى الهند و باكستان و قراءة القرآن الكريم فى المؤتمر الإسلامى الأول بالهند فى حضور الرئيس الأول بالهند فى حضور الرئيس جمال عبد الناصر و الرئيس جواهر النهرو و زعيم المسلمين بالهند .
1961 م عين بالقرار الجمهورى شيخ عموم المقارىء المصرية .
1961 م أول من سجل المصحف المرتل فى انحاء العالم برواية حفص عن عاصم و ظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفردا حوالى عشر سنوات .
1962 م عين نائبا لرئيس لجنة مراجعة المصاحف و تصحيحها بالأزهر الشريف ثم رئيسا لها بعد ذلك .
1963 م أثناء زيارته لدولة الكويت عثر على مصاحف قامت بتحريفها اليهود و تصدى لألاعيب الصهاينة .
1964 م أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية ورش عن نافع .
1965 م قام بزيارة فرنسا و أتيحت له الفرصة إلى هداية عشرة فرنسيين لدين الإسلام بعد أن سمعوا كلمات الله أثناء تلاوته للقرآن الكريم .
1966 م عين مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف .
1966 م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر ( إقرأ ) بكراتشى بالباكستان .
1967 م عين خبيرا بمجمع البحوث الإسلامية لشئون القرآن الكريم ( هيئة كبار العلماء ) بالأزهر الشريف .
1967 م حصل على وسام العلوم و الفنون من الطبقة الأولى فى عيد العلم .
1967 م رئيس اتحاد قراء العالم .
1968 م انتخب عضوا فى المؤتمر القومى للإتحاد الإشتراكى عن محافظة القاهرة ( قسم الموسكى ) .
1968 م أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية قالون و رواية الدورى و رواية البصرى .
1969 م أول من سجل المصحف المعلم فى أنحاء العالم ( طريقة التعليم ) .
1970 م سافر إلى الولايات المتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأمريكا الشمالية و الجنوبية .
1973 م قام الشيخ محمود خليل الحصرى أثناء زيارته الثانية لأمريكا بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا و إمرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته القرآن الكريم .
1975 م أول من رتل القرآن الكريم فى العالم بطريقة المصحف المفسر ( مصحف الوعظ ) .
1977 م أول من رتل القرآن الكريم فى أنحاء العالم الإسلامى فى الامم المتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية و الإسلامية .
1978 م أول من رتل القرآن الكريم فى القاعة الملكية و قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز فى لندن و دعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفر بول و شيفلد ليرتل أما الجاليات العربية و الإسلامية فى كل منهما .
السفر: و سافر إلى جميع الدول العربية و الإسلامية و كذلك روسيا و الصين و سويسرا و كندا و اغلب عواصم العالم . استقبله عدد كبير من الملوك و الرؤساء فى أغلب دول العالم و على سبيل المثال الرئيس الأمريكى جيمى كارتر . كان قد أوصى بثلث تركته للإنفاق منها على مشروعات البر و الخير و لخدمة المسجدين التى شيدهما للقاهرة و طنطا و المعاهد الدينية الثلاثة الإبتدائى و الإعدادى و الثانوى الأزهرى و مكتبين لحفظ القرآن الكريم فى المسجدين بالقاهرة و طنطا و حفاظ القرآن الكريم و معلميه و الإنفاق فى كافة وجوه الإحسان .
تاريخ الوفاة : توفى يوم الإثنين 24 نوفمبر سنة 1980 فور إنتهاءه من صلاة العشاء